وكالة أنباء الحوزة - أصدر مركز إدارة الحوزات العلميّة في إيران، بمناسبة حلول أسبوع التعبئة (البسيج)، بيانًا رسميًّا تناول فيه أبرز المواقف المبدئيّة والخطوط العريضة لرسالة التعبئة، وقد جاءت مضامينه على النحو التالي:
بسم اللّه الرحمن الرحيم
﴿فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً﴾ (النساء/95)
إنّ التعبئة - وهي الشجرة الطيّبة والأثر الخالد لمعمار الثورة الإسلاميّة الكبير، الإمام الخمينيّ (رضوان الله تعالى عليه) - قد تحوّلت اليوم من مجرّد منظّمةٍ، إلى مدرسةٍ حيّةٍ، وثقافةٍ رائدةٍ، وخطابٍ عالميٍّ. ويُعدّ أسبوع التعبئة فرصةً لاستحضار السجلّ المشرق لـ «جيش اللّه المخلص» الذي سجّل حضورًا ملحميًّا مشفوعًا بالبصيرة والإيثار في كلّ ساحةٍ احتاجت إليها الثورة والإسلام.
ويعلن مركز إدارة الحوزات العلميّة، ضمن إحيائه لهذه الأيّام الإلهيّة، النقاط التالية بوصفها ميثاقًا للوحدة والتضامن بين الحوزات العلميّة ومؤسّسة التعبئة المقدّسة:
1. التعبئة؛ امتدادٌ لعاشوراء وأنموذجٌ عالميٌّ للمقاومة
لقد تخطّى الفكر التعبويّ الحدود الجغرافيّة؛ فما نشهده اليوم في غزّة البطلة، ولبنان الشامخ، واليمن المقتدر، والعراق وسوريا، هو ثمرةٌ لانتشار هذا الفكر. إنّ الصمود البطوليّ لمجاهدي حماس وحزب اللّه أمام الآلة الحربيّة للكيان الصهيونيّ السفّاك، هو تجسيدٌ عمليٌّ لثقافة التعبئة التي أثبتت أنّ «الدم ينتصر على السيف». وتعلن الحوزات العلميّة دعمها القاطع لهذه الجبهة المقدّسة، مؤكّدةً أنّ الفكر التعبويّ هو السبيل الوحيد لإنقاذ القدس الشريف.
2. جهاد التبيين؛ المهمّة الخطيرة للتعبويّين اليوم
في ظلّ الظروف التي يسعى فيها أعداء الإسلام إلى السيطرة على عقول الشباب وقلوبهم من خلال "الحرب الهجينة" و"الغزو الثقافيّ"، ينبغي للتعبئة أن تكون حاملةً لراية «جهاد التبيين». فتقع على عاتق الحوزة العلميّة ومؤسّسة التعبئة، بوصفهما جناحي الثورة الإسلاميّة، مسؤوليّة إزاحة غبار الفتن وتبيين الحقائق الناصعة للإسلام والثورة للجيل الجديد من خلال التنوير وتعزيز البصيرة.
3. التعبئة؛ رائدةٌ في الخدمة والتقدّم
إنّ التعبئة ليست حاضرةً في ميادين الحرب الصلبة فحسب؛ بل قدّمت أنموذجًا لـ «الإدارة الجهاديّة» في ميادين:
- العلم والتكنولوجيا: إنجازاته في المجالات النوويّة والنانويّة.
- الإعمار: إزالة الحرمان في أقصى نقاط البلاد.
- التكافل الاجتماعيّ: الحضور في الفيضانات والزلازل والأزمات.
فإنّ روح «نحن قادرون» هذه يجب أن تكون نبراسًا لجميع المسؤولين في البلاد.
4. الترابط الوثيق بين الحوزة والتعبئة
تعتبر الحوزات العلميّة نفسها المنطلق العقائديّ والظهير الفكريّ للتعبئة، فالطالب الحوزويّ التعبويّ هو رمزٌ للتلازم بين العلم والعمل، والدين والسياسة. فيؤكّد مركز إدارة الحوزات العلميّة على ضرورة تعزيز قواعد التعبئة للطلّاب والأساتذة، معتبرًا ذلك ضمانًا لاستمرار الروح الثوريّة في الحوزات.
يتقدّم مركز إدارة الحوزات العلميّة بالتبريك والتهنئة، بمناسبة حلول أسبوع التعبئة، إلى القائد العام للقوّات المسلّحة، سماحة آية اللّه العظمى الإمام الخامنئيّ (مدّ ظلّه العالي)، والتعبويّين البواسل، وعوائل الشهداء والمضحّين الكرام، والشعب الإيرانيّ الشريف.
ونحن نعاهد اللّه تعالى أن نقف إلى جانب التعبويّين الشجعان، حتّى آخر قطرةٍ من دمائنا، في سبيل إعلاء كلمة اللّه وتحقيق الحضارة الإسلاميّة الجديدة، ونحن على يقينٍ بأنّ المستقبل سيكون لحزب اللّه، كما وَعَد اللّه تعالى.
﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾
مركز إدارة الحوزات العلميّة
يُذكَر أنّ "أسبوعَ التعبئة" في إيران يمتدّ من 29 آبان (20 نوفمبر) إلى 5 آذر (26 نوفمبر) من كلِّ عام وفقَ التقويمِ الرسميِّ للبلاد.
لمراجعة البيان باللغة الفارسيّة يرجى الضغط هنا.
المحرر: أمين فتحي
المصدر: وكالة أنباء الحوزة





تعليقك